الرئيس الغزواني: تراجع الرشوة 21 نقطة ومحاربة الفساد معركة مستمرة تتطلب تضافر الجميع
باركيول.نت _ أكد رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، خلال خطابه أمام أطر ووجهاء ومنتخبي مقاطعة جكني مساء أمس الخميس، أنّ موريتانيا حققت تقدّمًا ملموسًا في مواجهة الفساد، مشيرًا إلى تراجع معدلات الرشوة من 27% سنة 2019 إلى 6% سنة 2025. وشدّد الرئيس على أن محاربة الفساد “حرب لا تهدأ”، وأن بناء دولة شفافة وفاعلة يستلزم مشاركة جميع الفاعلين السياسيين والمجتمعيين.
استعرض الرئيس في كلمته أبرز الإصلاحات المنجزة في إطار التحول الرقمي، الذي أُطلق بهدف تعزيز الشفافية ورفع كفاءة الإدارة العامة، مبرزًا أن الرقمنة كانت “الطريق الأسرع والأنجع لمكافحة الفساد وتحسين الخدمات”.
وأكد إنشاء قطاع وزاري خاص بالرقمنة، وإطلاق عشرات التطبيقات الحكومية التي وفرت الوقت على المواطنين وقدمت خدمات رقمية دقيقة وموثوقة تعتمد أعلى درجات الشفافية.
وأشار إلى أن تحسين آليات التسيير ومراقبتها أسهم في دفع موارد الدولة، وفي خلق هوامش مالية مهمة لتمويل السياسات الاجتماعية والتنموية. ورغم ما تحقق، شدّد على أن الحرب على الفساد “لا تزال قائمة، ولا يمكن التراجع عنها أبدًا”.
ودعا رئيس الجمهورية المواطنين والفاعلين السياسيين والإداريين إلى مواصلة هذا المسار، معتبرًا أن المشاركة الشعبية مهمة في التصدي لمختلف أشكال الفساد، وأن الدولة “ستخوض هذه الحرب حتى النهاية”.
وفي جانب آخر، أوضح الرئيس أن الفساد ليس مجرد اختلاس أموال أو إساءة استخدام للموارد، بل يشمل أيضًا الفساد الأخلاقي والسياسي والإداري، مؤكدًا أن البيئة التي تسمح بانتشاره تشكل خطرًا على الدولة والمجتمع.
كما شدّد على أن الحكومة لا تتساهل مع أي شكل من أشكال الفساد، وأن المسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع، محذرًا من خطورة الشائعات على وسائل التواصل، باعتبارها تُضلل الرأي العام وتشوّه الحقائق.
وختم الرئيس بالتأكيد على الدور المحوري الذي تلعبه النخبة المثقفة والصحافة والمدونون، إلى جانب القادة السياسيين، في نشر الوعي وتعزيز ثقافة النزاهة، معتبرًا أنهم “شركاء أساسيون في معركة محاربة الفساد”.
