أخبار وطنيةزاوية الرأي لحراطين…وجع الوفاء الذي لا يُكافأ / بقلم الخبير القضائي ازيدبيه احديد by باركيول.نت 17 أغسطس، 2025 written by باركيول.نت 17 أغسطس، 2025 Bookmark 314 من يتأمل الصور الواردة من أعماق الشرق، أو من الجنوب المنسي، أو من غرب البلاد، يلاحظ مشهدا متكررا لا يخطئه البصر، شيوخ من لحراطين، بسطاء في هيئتهم، أنقياء في قلوبهم، يستقبلون بعض الوزراء والسياسيين بابتسامة صادقة، ونوايا خالية من المكر أو التملق، رغم أنهم لم يتلقوا منهم يومًا خدمةً حقيقية، أو مكسبًا شخصيًا يخفف عنهم ألم التهميش الطويل. وجوههم، التي يعلوها الشيب وتغطيها التجاعيد، تحكي قصص الحرمان، وتحمل بصمتٍ عبء سنين من الإقصاء والنسيان. ورغم ذلك، يفرحون بالزيارة، ويتفاعلون مع القادمين بحفاوة الكرماء، لا بحسابات السياسيين. مشهد لا تُخطئه العين: فقر واضح، وبؤس صارخ، لكنه لا يمنعهم من استقبال ضيوفهم بقلوب مفتوحة، كأنهم يتمسكون بأمل لا يريدون أن يفقدوه. الغريب أن أغلب هؤلاء الزوار، لا يتذكرونهم إلا في المواسم السياسية، حين تدق الحملات الانتخابية طبولها، أو حين يحتاج المسؤول إلى صورة تزين صفحته الرسمية تحت عنوان “مع أبناء الشعب”. صورة تُلتقط على عجل، ليتباهى بها السياسيون أمام الرأي العام، وكأنها شهادة على قربهم من المهمشين، بينما الحقيقة أن هذا القرب لا يتجاوز عدسة الكاميرا. ومن يتأمل هذه الصور بعمق، يدرك أن لحراطين ما زالوا، رغم كل ما مروا به، يحملون قلوبًا بيضاء، ويبادلون البيظان حبًا ووفاءً، لم ينقطع رغم الألم التاريخي، ولم يتغير رغم استمرار التهميش. هنا يجب أن نضع السؤال الأهم: إلى متى يُترك هؤلاء الناس في زاوية الانتظار؟ إلى متى تظل هذه العلاقة من طرف واحد؟ لحراطين ليسوا أدوات انتخابية، ولا “كومبارس” في مسرحيات المواسم. إنهم جزء أصيل من هذا الوطن، كانوا دومًا أوفياء في أوقات الشدة، وصادقين في لحظات الخيانة، حلفاء في وحدته، ومحبين رغم الكراهية التي وُجهت إليهم. إن استمرار تجاهلهم، والاكتفاء باستدعائهم في اللحظات الدعائية، ليس فقط ظلما، بل إهانة لعقولهم وكرامتهم. يجب أن ينظر إليهم كشركاء حقيقيين، لهم الحق الكامل في التنمية، والتعليم، والتمثيل السياسي، والمكانة الاجتماعية. فكل شيء له حدود، حتى الصبر… وكل ظلم، إن لم يُصحح، يتحول إلى نار تحت الرماد. ختاما: على البيظان أن يدركوا أن لحراطين كانوا، وما زالوا، الأوفياء الأصدق، الحلفاء في أوقات الشدة، والسند حين عزّ النصير. لم يعرفوا من لحراطين يوما غدرا ولا خيانة، بل وجدوا فيهم قلوبا صافية، ووفاء نادرا لم يأتِهم من سواهم. لذا، فإن الإنصاف يقتضي إشراكهم وإشراك أبنائهم في خيرات هذا الوطن، والاعتراف بحقوقهم كشركاء لا كمجرد تابعين. يجب أن يتألموا لآلامهم، ويحزنوا لأحزانهم، كما يفرحون لأفراحهم، لأن اللحمة الوطنية لا تكتمل إلا بالعدل، ولا تُبنى إلا على المساواة. هؤلاء هم لحراطين، الذين وقفوا معكم بالأمس، كما وقفوا مع آباؤهم وجدادكم من قبل ، فكونوا أوفياء كما كانوا… واحفظوا الود كما حفظوه. 0 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail باركيول.نت Follow Author منصة إعلامية تعنى بالشأن الثقافي والتراثي، وتواكب الأحداث السياسية والاجتماعية الوطنية بمهنية واهتمام. هدفها الأسمى هو إنارة الرأي العام الوطني، من خلال تقديم محتوى رصين، جديد ومفيد، يواكب تطلعات المتابعين ويعكس نبض المجتمع وقيمه الأصيلة previous post البنك المركزي الموريتاني يعلن تثبيت سعر الفائدة الرئيسي عند 6% next post الرئيس غزواني يشارك في قمة تيكاد التاسعة للتنمية في إفريقيا You may also like Bookmark نواكشوط/ تنظيم يوم علمي لرفع الوعي بخدمات الصحة... 25 أكتوبر، 2025 Bookmark وزارة الشؤون الإسلامية تدعو لتوحيد خطبة الجمعة حول... 24 أكتوبر، 2025 Bookmark الفساد في موريتانيا ” ملة واحدة ” والبلاد... 24 أكتوبر، 2025 Bookmark ولد أجاي ” الحكومة تعمل حاليا على تصور... 24 أكتوبر، 2025 Bookmark زيارة الرئيس إلى الترارزة: لحظة زراعية تحمل بصمة... 24 أكتوبر، 2025 Bookmark حزب الإنصاف ” زيارة رئيس الجمهورية برهنت على... 23 أكتوبر، 2025 Bookmark رئيس الجمهورية يُطلق من روصو مشروع “قناة سوكام”... 23 أكتوبر، 2025 Bookmark موريتانيا …. أعمال النسخة الثانية من المؤتمر الدولي... 23 أكتوبر، 2025 Bookmark رئيس الجمهورية يتوجه إلى مدينة روصو لإطلاق الحملة... 23 أكتوبر، 2025 Bookmark اترارزة / حزب الإنصاف ينظم مهرجانا جماهيريا في... 22 أكتوبر، 2025 Leave a Comment Cancel Reply Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.