
رئيس الوزراء السنغالي يفجر مفاجآت سياسية ديون خفية بالمليارات ودعوات لحل حزب ماكي سال
(باركيول.نت) رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو هجوماً لاذعاً على النظام السابق، متهماً إياه بإخفاء حقائق خطيرة عن الوضع المالي للبلاد، ولا سيما ما يتعلق بما وصفه بـ”الديون الخفية الضخمة”، مؤكداً أن حكومته عازمة على استعادة ثقة المواطنين عبر الشفافية والمساءلة.
ديون مخفية ومطالب بالحل والمحاسبة
وقال عثمان خلال المهرجان السياسي الذي نظمه حزب “باستيف” (تيرا ميتينغ) إن التقويم الأولي للوضع بعد توليه السلطة كشف أن الحكومة السابقة “ضلّلت السنغاليين بشأن الحقائق المالية”، مشيراً إلى أن حجم الديون الخفية “فاق التوقعات”.
وطالب بحلّ حزب التحالف من أجل الجمهورية (APR)، واصفاً ما جرى بـ”الخيانة العظمى” نتيجة الفساد المالي وسوء إدارة الموارد العامة، داعياً إلى سجن كل من أنكر وجود تلك الديون أو تواطأ في إخفائها.
تعبئة مالية لسد العجز
وكشف الوزير الأول عن خطة حكومية جديدة تهدف إلى تعبئة 10 آلاف مليار فرنك إفريقي خلال ثلاث سنوات، بالاعتماد على الضرائب المفروضة على الكحول والتبغ وبعض القطاعات الاقتصادية الأخرى، في محاولة لسد الفجوة المالية التي خلّفها النظام السابق وإعادة التوازن إلى المالية العامة.
العدالة أساس لا انتقام
وشدد رئيس الوزراء على أن حكومته “لا تسعى إلى الانتقام، بل إلى تحقيق العدالة”، مؤكداً أن من “نهبوا المال العام أو تسببوا في مقتل الأبرياء” سيُحالون إلى القضاء. وأضاف أن العدالة “ليست ملكاً للقضاة أو السياسيين، بل للشعب الذي تُمارَس باسمه”، محذراً في الوقت ذاته من أن فشل الدولة في محاسبة المفسدين قد يدفع المواطنين إلى التوقف عن دعم خطة الإنعاش الاقتصادي والاجتماعي.
تقارير النفط والغاز تكشف مخالفات
كما أشار سونكو إلى صدور تقرير رسمي يُقارن بين إدارة قطاعي النفط والغاز في عهدَي عبد الله واد وماكي سال، موضحاً أن الوثيقة “كشفت عن تجاوزات خطيرة” وقد سُلّمت بالفعل إلى رئيس الجمهورية تمهيداً لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وفي الوقت ذاته، أقرّ بوجود “تجاوزات داخل حكومته”، مشيراً إلى أنه أمر بإبعاد أحد الوزراء المشتبه في تورطه في اختلاس أموال عامة، تمهيداً لفتح تحقيق شامل في القضية.
انتقادات حادة للمعارضة والحلفاء
وفي جانب آخر من كلمته، وجّه سونكو انتقادات لعدد من الشخصيات السياسية التي قال إنها “تحاول استغلال نضالنا وانتصارنا لتحقيق مكاسب شخصية”، مؤكداً أن العدالة ستطال الجميع دون استثناء.
كما هاجم أحد المعارضين المقيمين في المغرب، داعياً إياه إلى “العودة إلى السنغال وممارسة المعارضة بشرف وشجاعة”، متوقعاً أن يحقق تحالفه السياسي فوزاً يفوق 90% في الانتخابات المقبلة.ورد سونكو أيضا على ما وصفه بمحاولات زرع الفتنة بينه وبين الرئيس بشير جوماي فاي، مؤكداً أن “الحلفاء غير المخلصين سيغادرون الحكومة عاجلاً أم آجلاً”.
إعادة تنظيم التحالف السياسي
وأكد سونكو تمسّكه بائتلاف “جوماي رئيساً”، موضحاً أن العام الجاري يمثل مرحلة جديدة لإعادة هيكلة التحالف على أسس سياسية أكثر صلابة، يكون فيها حزب “باستيف” محور التحالف الجديد، مع فتح الباب أمام كل القوى الوطنية التي تحترم مبادئ الحزب وشعاره “JUB JUBËL JUBANTI”.
وختم سونكو كلمته بالتشديد على أن “باستيف” ليس حزباً لتحقيق المنافع أو المواقع، بل حركة إصلاح وطنية، مؤكداً أن كل من يسيء استخدام أموال دافعي الضرائب “سيُحاسب أمام القانون بلا استثناء”.



